5.
الظلم
هنا الروح قد تعيش تجربة الظلم عند الوصول لسن التمييز أو بعد ذلك، حيث يبدأ الادراك للحقوق المسلوبة، والانتباه لعدم الانصاف في العائلة، ربما لأن الطفل لم يحصل على مايكفي أو لأن غيره تلقى أكثر منه. هنا ينشأ شخص محدود المشاعر، كثير الصلابة والصرامة، يفصل مشاعره عن علاقاته، يعيش الغضب داخلياً على ماضيه أو واقعه. ربما تعرض للتميز العنصري اتجاه جنسه (ذكر أو أنثى)، حُرِم من حقه في التعليم أو الاستقلالية أو المال أو الاحترام أو العلاقات. الذات المزيفة (الإيجو) لمن يعاني جرح الظلم.. هنا يحمي الطفل والبالغ نفسه من جرح الظلم ويخفيه بالجمود والصلابة، لا يظهر مشاعره ولا ضعفه حتى لا يمنح الآخر فرصة لإيلامه. كثير الجهد والعمل لأنه مصدره الأساسي للشعور بالتقدير، كثير الاستقلالية والاعتماد على نفسه ولا يقبل طلب المساعده من غيره، يخاف من السلطة ويشعر أنه لابد أن يحمي نفسه منهم، يجد صعوبة في الاقتناع بما يملك، ويجد صعوبة أكبر في قبول الهدايا لأنها تعني له أنه مدين للآخرين بشيء فيحب أن يعطي أكثر لكي يكون اليد الأعلى في العلاقة. يضع أهداف لنفسه عالية للغاية، وكأنه يثبت نفسه ويتحداها باستمرار، قاس وصارم على جسمه وكثير التحكم برغباته الجنسية والجسدية، يتجاهل الألم الذي يشعر به ولا يذهب للطبيب إلا في الحالات القصوى، يتجنب كل المواقف التي تظهر مشاعره أو ضعفه. عندما يخطأ يخاف الاعتذار والاعتراف بذلك، يميل لمقارنة نفسه بالآخرين، كثير الانتقاد للآخرين وشديد اللهجة. أكبر مخاوفه أن يُخطئ، يريد المثالية في كل أفعاله.